تخريج المجلس الثالث من أمالي المخلدي "الحديث السادس"

تخريج المجلس الثالث من أمالي المخلدي

"الحديث السادس"

الحديث السادس:

أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق السرَّاج، حدثنا عبدالله بن عمر بن أَبَان، حدثنا عبدالله بن نُمَير، عن الأعمش، عن الحَكَم بن عُتَيبَة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن بلال، قال: "رأيت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مَسَحَ على الخفين والخمار".

تخريج الحديث:

أخرجه من طريق المَخلَدِيِّ ابنُ عساكر في "معجم شيوخه" 2/ 933 (1189).

وأخرجه أحمد 39/ 332 (23904).

والنسائي 1/ 75 (104)، عن الحسين بن منصور.

وأبو سعيد الأشج في حديثه (139) - وعنه البزار 4/ 197 (1358)، وابن خزيمة 1/ 91 (180).

وأبو عوانة 1/ 260، والشاشي في "مسنده" 2/ 353 (949)، عن عيسى بن أحمد.

وأبو عوانة 1/ 260، عن الحسن بن عفَّان.

وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 204 (265)، وأبو عوانة 1/ 260، والطبراني 1/ 350 (1060)، من طريق محمد بن عبدالله بن نمير.

والشاشي في "مسنده" 2/ 354 (951)، من طريق محمد بن سعيد.

والبيهقي في "الكبرى" 1/ 271، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 279 (638)، من طريق الحسن بن علي بن عفَّان.

كلُّهم عن ابن نُمَير.

وتُوبِع ابن نُمَير:

أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 22، 177، وفي 14/ 162 - ومن طريقِه مسلم 1/ 231 (275)، (ومن طريق مسلم ابنُ حزم في "المحلى" 2/ 59)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 204 (264)، وأبو عوانة 1/ 260، والشاشي في "مسنده" 2/ 354 (952)، والطبراني 1/ 350 (1060) - ورواه النسائي 1/ 75 (104)، وأحمد 39/ 317 (23884) - ومن طريقه ابنُ الجوزي في "التحقيق" 1/ 156 - والبزار 4/ 197 (1358) وابن خزيمة 1/ 91 (180)، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 466 (489)، وأبو عوانة 1/ 260، والشاشي في "مسنده" 2/ 354، 355 (951، 954، 955)، وأبو جعفر ابن البختري في المجلس الثاني من "أماليه" (30)، والطبراني 1/ 350 (1060، 1061)، والبيهقي في "الكبرى" 1/ 61، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 279 (638)، من طريق أبي معاوية.

ومسلم 1/ 231 (275) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 2/ 59 - وابن ماجه 1/ 186 (561)، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 466 (489)، وأبو عوانة 1/ 260، والطبراني 1/ 350 (1061)، والبيهقي 1/ 271، وابن عساكر 10/ 430، من طريق عيسى بن يونس.

ومسلم 1/ 231 (275)، والترمذي 1/ 146 (101)، من طريق علي بن مُسهِر.

وابن خزيمة[1] 1/ 91 (180)، من طريق سَلم بن جُنادَة.

وأبو عوانة 1/ 260، والرُّوياني في "مسنده" 2/ 18 (754)، والطبراني 1/ 350 (1061)، من طريق محمد بن فضيل[2].

والشاشي في "مسنده" 2/ 354 (950)، من طريق زائدة.

والشاشي في "مسنده" 2/ 354 (951)، من طريق حماد بن شعيب.

وتابعَهُم: أبو زهير عبدالرحمن بن مَغرَاء، وأبو عبيدة بن معن، وأبو حمزة السكري، وأبو إسحاق الفَزاري، ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 7/ 172.

كما تابَعَهم: عبدالواحد بن زياد؛ ذكر ذلك البيهقي 1/ 271.

كلُّهم عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب عن عُجرَة، عن بلال.

وقال البزار: "ولا نعلم روى كعب بن عُجرَة عن بلالٍ غير هذا الحديث".

وتُوبِع الأعمش:

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 204 (266)، والطبراني 1/ 350 (1062)، والدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 2/ 279)، من طريق يحيى بن يعلى، عن ليث، عن الحكم به نحوه.

ولكن هذه المتابعة لا تثبت[3].

قلت: وقد اختُلِف على الأعمش في هذا الحديث:

1- فرواه عددٌ من ثقاتِ أصحابِه - كما تقدَّم - عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن بلال.

2- وخالَفَهُم غير واحدٍ؛ فروَوْه عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن البَرَاء بن عازب، عن بلال:

أخرجه النسائي 1/ 75 (105)، وأبو سعيد الأشج في حديثه (140) - وعنه ابن خزيمة 1/ 92 (182) - ورواه أحمد 39/ 339 (23915)، وابن خزيمة من طريقٍ أخرى، والبزار 4/ 198 (1359)، والطبراني 1/ 341 (1023)، من طريق زائدة.

والنسائي 1/ 75 (105)، من طريق حفص بن غِياث.

والبزار 4/ 198 (1360)، والدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 2/ 276)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 280 (642)، من طريق عمار بن رُزيق[4].

والدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 2/ 276)، من طريق محمد بن موسى الأنصاري.

وتابَعَهم: عافية بن يزيد القاضي، وهُرَيم بن سفيان، وأبو كُدَينة: يحيى بن المهلَّب، والقاسم بن مَعِين، ذكر ذلك الدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 2/ 279).

كما تابعَهُم: روح بن مُسافِر؛ ذكره الدارقطني في "العلل" 7/ 173.

كلُّهم عن الأعمش به.

وقال البزار: "ولا نعلَم روى البَرَاء عن بلال غير هذا الحديث".

3- ورواه الثوري، وشَرِيك، عن الأعمش، عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال:

أخرجه عبدالرزاق 1/ 188 (736) - ومن طريقه أحمد 39/ 328، 340 (23898، 23916) والطبراني 1/ 356 (1086) - ورواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 280 (645)، وابن عساكر في "معجم شيوخه" 2/ 1128 (1468)، من طريق سفيان الثوري.

والشاشي في "مسنده" 2/ 358 (960)، من طريق شَرِيك.

كلاهما عن الأعمش به[5].

وتُوبِع الأعمش على هذا الوجه:

أخرجه عبدالرزاق 1/ 188 (735) - من طريقه الطبراني 1/ 357 (1089) - عن عبدالله بن محرَّر.

والنسائي 1/ 76 (106)، وأبو داود الطيالسي 2/ 439 (1212) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 280 (648) - ورواه أحمد 39/ 328، 342 (23898، 23918)، والبزار 4/ 206 (1370)، والبغوي في "الجعديات" 1/ 71 (144)، والزعفراني في "مسند بلال" (ص 16، 17)، والشاشي في "مسنده" 2/ 356 (956)، 2/ 359 (962)، والروياني في "مسنده" 2/ 9 (733)، والطبراني 1/ 357 (1088)، كلُّهم من طريق شعبة[6].

والحميدي في "مسنده" 1/ 82 (150) - ومن طريقه الشاشي في "مسنده" 2/ 356 (957) - ورواه الزعفراني في "مسند بلال" (ص 18)[7]، والطبراني 1/ 357 (1087)، من طريق أَبَان بن تَغلِب، ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى[8].

وأحمد 39/ 336 (23911)، والشاشي في "مسنده" 2/ 357 (958)، من طريق زيد بن أبي أنيسة.

والطبراني 1/ 357 (1090)، من طريق منصور بن المعتمر.

وتابعَهُم: واصل بن حيان، ومطرف بن طريف، وخلف بن السري، والحسن بن عمارة، ومحمد بن عبيدالله العرزمي، وجابر بن كيسان، وعبدالعزيز بن عبيدالله:

ذكَر ذلك الدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 2/ 279).

كما تابعَهُم: عمر بن عامر، والحجاج بن أرطاة، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي، ذكَر ذلك الدارقطني في "العلل" 7/ 174.

كلُّهم عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال.

4- ورواه عبدالسلام بن حرب، عن الأعمش، عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُرسَلاً:

أخرجه الشاشي في "مسنده" 2/ 358 (961)، من طريق يحيى بن عبدالحميد، عن عبدالسلام به.

وذكَرَه الدارقطني في "العلل" 7/ 173، من رواية عبدالسلام به.

قلت: وعبدالسلام ثقةٌ له مناكير[9]، والراوي عنه يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني مُتَّهَمٌ بسرقة الحديث[10]، ولعلَّ الخطأ منه.

ولعلَّ الأوجُه الثلاثة الأولى محفوظةٌ عن الأعمش، فقد رواه في الوجهَيْن الأول والثاني عددٌ كبيرٌ من الثقات، وفيهم بعضُ أصحاب الأعمش، وفي الوجه الثالث رواه ثقتان، وتابَع الأعمش عليه عددٌ كبيرٌ من الثقات.

أمَّا الوجه الرابع، فقد تفرَّد بروايته يحيى عن عبدالسلام، ويحيى مُتكلَّمٌ فيه - كما تقدَّم.

إلاَّ أنَّ الوجه الثالث يَبقَى أرجح عن الحكم؛ حيث تُوبِع الأعمش عليه من عددٍ من الثقات، في حين تفرَّد بالوجه الأوَّل والثاني.

والخلاصة أنَّ الوجهين الأول والثاني أرجح عن الأعمش.

والوجه الثاني أرجح عن الحَكَم.

وبهذا يُجمَع بين أقوال الأئمَّة ممَّن تكلَّم عن الحديث؛ حيث رجَّح بعضُهُم الوجهَ الأول، وبعضُهُم الوجهَ الثالث، وهو ما صرَّح به بعضُهُم، وإليك بعض أقوالهم في هذا الحديث:

قال أبو الفضل بن عمَّار الشهيد[11]: "ووجدت فيه[12] حديث الأعمش، عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن بلالٍ أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مسَح على الخفَّين والخمار.

قال أبو الفضل: وهذا حديثٌ قد اختُلِف فيه على الأعمش:

فرواه أبو معاوية، وعيسى، وابن فضيل، وعلي بن مُسهِر، وجماعةٌ هكذا.

ورواه زائدة بن قُدامَة، وعمَّار بن رزيق، عن الأعمش، عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن بلال.

وزائدة ثبتٌ مُتقِن.

ورواه سفيان الثوري، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، لم يذكر بينهما لا كعبًا ولا البراء، وروايته أثبتُ الرِّوايات.

وقد رواه عن الحَكَم - غير الأعمش - أيضًا: شُعبَة، ومنصور بن المعتمر، وأَبَان بن تَغلِب، وزيد بن أبي أُنَيسة، وجماعة، عن الحَكَم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، كما رواه الثوري عن الأعمش.

وحديث الثوري عندنا أصحُّ من حديث غيره، وابن أبي ليلى لم يلقَ بلالاً".

وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زُرعةَ عن حديثٍ رواه سفيان الثوري وشريك، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلالٍ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المسح على الخفَّين"، قالا: ورواه أيضًا: عيسى بن يونس، وأبو معاوية، وابن نمير، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن بلالٍ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

ورواه زائدة، عن الأعمش، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن بلالٍ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قلت لهما: فأيُّ هذا الصحيح؟

قال أبي: الصحيح من حديث الأعمش: عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب.

قلتُ لأبي: فمن غير حديث الأعمش؟

قال: الصحيح ما يقول شعبة، وأَبَان بن تَغلِب، وزيد بن أبي أنيسة أيضًا: عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب.

وقال أبي: الثوري وشعبة أحفَظُهم.

قلت لأبي: فإنَّ ليث بن أبي سليم يحدِّث فيضطرب؛ يحدِّث عنه يحيى بن يَعلَى، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرَة، عن بلالٍ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعن أبي بكر وعمر في المسْح.

ورَواه معتمر عن ليثٍ، عن الحكم وحبيب بن أبي ثابت، عن شريح بن هانئ، عن بلال، عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.

(وقال أبو زرعة: الصحيح: حديث الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب، عن بلال)[13].

قال أبي، وأبو زرعة: ليثٌ لا يُشتَغَل به؛ في حديثه مثلُ ذا كثير، هو مضطربُ الحديث.

قلت لأبي زرعة: أليس شعبة، وأَبَان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة، يقولون: عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلالٍ، بلا كعب؟

قال أبو زرعة: الأعمش حافظٌ، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، وابن نمير، وهؤلاء، قد حَفِظُوا عنه.

ومن غير حديث الأعمش الصحيح: عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب.

ورواه منصور، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وغير واحد، إنما قلت: من حديث الأعمش".

وقد اختُلِف على الحكم أيضًا في هذا الحديث، ممَّا يَطُول استِقصاؤه هنا[14].

والحديث من وجهه الراجح إسنادُه منقطع؛ فابن أبي ليلى لم يسمع من بلال[15].

ولكنْ ورد له طرقٌ أخرى كثيرة عن بلال يَطُول ذكرها هنا[16].

كما صحَّ المتن من حديث المغيرة بن شعبة عند البخاري ومسلم وغيرهما[17].